الصفحة الرئيسية  أخبار وطنية

أخبار وطنية سليانة: المهندسة الشابة إيمان الخروبي أوّل امرأة مكلّفة بقسم الصيانة بـ"الصوناد" على المستوى الوطني

نشر في  13 أوت 2023  (13:10)

رغم صغر سنّها، تألقت المهندس أول إيمان الخروبي البالغة من العمر 28 سنة في مجالها وأثبتت كفاءتها، فهي أول امرأة مكلفة بقسم الصيانة بالشركة الوطنية لاستغلال وتوزيع المياه (الصوناد) على المستويين الوطني والجهوي وتحديدا بإقليم سليانة، أين تجدها في الصفوف الأمامية تسارع دون هوادة صباحا ومساء لإصلاح الأعطاب وضمان حسن التزوّد بالماء الصالح للشرب، يحركها في ذلك وازع المسؤولية تجاه المواطن.

التحقت خريجة الهندسة الميكانيكية والمكننة الفلاحية بالشركة الوطنية لاستغلال وتوزيع المياه سنة 2019 بدائرة الصيانة بالشمال، ثم انتقلت سنة 2021 الى إقليم سليانة أين كُلّفت بقسم الصيانة وحظيت بالثقة في مجال يعتبر صعبا على النساء وحكرا على الرجال.

وأوضحت إيمان الخروبي، في تصريح لصحفية وكالة تونس إفريقيا للأنباء بسليانة، أن قسم الصيانة يختصّ في إصلاح وصيانة محطات الضخ، أثناء وخارج أوقات العمل وحتى في المناسبات وأيام الأعياد الوطنية، كما تتطلّب طبيعة العمل فيه مجهودا بدنيّا وذهنيّا كبيرا على مدى 24 ساعة وعدم الاقتصار على التوقيت الإداري.

وأضافت أن تدخلات قسم الصيانة تعتمد أساسا على صيانة الآبار العميقة، ومحطات الضخ، والمضخات، واللوحات الالكترونية، علما أن الشركة الوطنية لاستغلال وتوزيع المياه توفّر بكلّ محطة لرفع الضخّ مضختين بنفس المواصفات للالتجاء لإحداهما في حال تسجيل عطب مفاجئ، غير أن الاشكال يظهر في حال انقطاع التيار الكهربائي أو تعطل المضخة الغاطسة، وهو ما يتطلب وقتا إضافيا ومجهود بدنيا لاستئناف حالة التزوّد العادية بالماء.

ورغم التزاماتها العائلية، باعتبارها أمّا لطفلة لم يتجاوز عمرها السنتين، لا تتهاون المهندسة إيمان الخروبي لو لحظة لتقدّم الصورة المثلى للمرأة، فهي ترابط لساعات بالقرب من المضخات على مستوى الطرقات الجهوية والمحلية ومجاري الأودية، ولا تتردد في الحضور على جناح السرعة كلما تطلب العمل حضورها متصدية بعزيمتها لبرد الشتاء وحرّ الصيف ومتفانية في عملها بخطى ثابتة وواثقة.

تتوجه المهندسة الشابة بجسمها النحيف إلى خزان سليانة 21 بمعتمدية سليانة الجنوبية لتصلح عطبا مفاجئـا طرأ عليه، وتواصل حديثها وهي تفتح الخزان بأناملها الصغيرة وتشرع في عملية التشخيص في درجة حرارة مرتفعة تجاوزت المعدلات العادية، تقول إنها تتعرض لجملة من الصعوبات أبرزها صعوبة التضاريس، وقرب الخزانات من عدة منشآت مائية لتضطر في أحيان كثيرة إلى التنقّل سيرا على الأقدام رفقة فريق عملها المتكوّن من 9 أشخاص والذي شبهته بخليّة نحل في عمله الدؤوب، منوّهة، في هذا الصدد، بحسن تعاون أفراده وتدخلّهم الناجع.

لم تسلك إيمان الخروبي الطريق لوحدها بل حظيت بدعم وتشجيع من عائلتها خاصة والدتها وزوجها الذي كان خير سند لها، ومتفهّما لطبيعة عملها دون نسيان رؤسائها في العمل وكافة زملائها بمؤسسة "الصوناد" العريقة التي تطمح أن تكون خير مثال لها وللمرأة الشابة الناجحة في بلادنا.

تنتهي المهمة فتتنفس المهندسة الشابة الصعداء وترتسم على محياها إبتسامة طفولية وتلمع عيناها في استبشار بإصلاح العطب.

من جانبه، قال رئيس اقليم الشركة الوطنية لاستغلال وتوزيع المياه، هيثم العلاقي، لوكالة تونس إفريقيا للانباء إنّ "المهندس أول إيمان الخروبي هي خير مثال للمرأة التونسية الناجحة في حياتها المهنية والأسرية، ما يستوجب مزيد تحفيزها ودعمها لتحقيق الأفضل والريادة في مجالها.

وأوضح أن أشغال قسم الصيانة الذي تشرف عليه هذه المهندسة المجتهدة تتوزع الى صيانة مبرمجة ودورية وصيانة الأعطاب الفجئية التي تطرأ على منشآت الشركة بسليانة والبالغ عددها 130 محطة ضخ و33 بئرا عميقة، مشيرا إلى أنّه تمّ تعيين عديد النساء في خطّة رئيس إقليم الشركة الوطنية لاستغلال وتوزيع المياه بعدة ولايات واللّاتي أثبتن كفاءتهن ونجحن في مهامهن.